الكريم حسدا
وتعاظما واستنكافا، قال تعالى :﴿ فَلَوْلَا
إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ
لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام:43)
ومنها القلوب التي
ينقل القرآن الكريم عجب الهدهد منها، وهو الحيوان الصغير الضعيف صاحب الجمجمة
الصغيرة والطاقة الفكرية الضعيفة حين رآها تعفر الثرى لمخلوق مثلها، لم يخطر على
باله قط وهو الحيوان أن هناك من يبيع الله بأشعته الحارقة أو الدافئة، قال تعالى :﴿ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ
لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ
فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾(النمل:24)
ومنها العقول التي
اقتنعت بأحكام معينة، ثم تلاعبت في تطبيقها بما يحيلها صورا بلا معاني، وأجساما
بلا أرواح، ومن هؤلاء : المشركون الذين ضموا إلى كفرهم تلاعبهم بالأشهر الحرم التي
كانت بقية من بقايا الحنيفية التي جاء بها إبراهيم عليه السلام فحولوا شهرا عن
شهرا مراعاة لمصالحهم القاصرة المحرمة التي لا تتحقق إلا بالإضرار بغيرهم، قال تعالى
:﴿ إِنَّمَا
النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ
عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ
فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ
لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ (التوبة:37)
والخلاصة التي
يعطيها القرآن الكريم في ذلك هي أن كل الانحرافات التي وقعت فيها الديانات
والمذاهب والنفوس مزينة وليست زينة، فهي محسنة بأنواع الحلي والمساحيق والحلل،
بينما تبرز الدمامة بكل مظاهرها والبشاعة بكل