صورها لكل من
انشغل بالحقيقة عن المظهر،ولم تنسه نشوة الفرح الكاذب ما تخفيه الصور.
ولكن تمييز اللباس
من البدن والحقيقة من المظهر في وسط ذلك الجو المغري لا يكون إلا للبصيرة
الإيمانية النافذة التي كانت مركبة في عقول الذين آمنوا عندما مر بهم قارون، وهو
في موكب الزينة يسلب الألباب وينشر الحسد والغبطة، والقرآن الكريم ينقل لنا بدقة
صورة ذلك الموكب، وصورة النفوس التي كانت تلتف به، يقول تعالى :﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ
قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا
أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾ (القصص:80)
والخلاف الذي وقع
بين هذين الفريقين كما ينقله القرآن الكريم ليس في أصل الزينة، فكلا من المؤمنين
والذين يريدون الحياة الدنيا يبصرونها وتشتهيها أنفسهم، لكن الفرق بينهما حصل فيما
بعد الزينة وما خلفها، فالمؤمنون كانوا يشاهدون بعيونهم آثار تلك الزينة المؤقتة
الملطخة بآلاف العيوب، ولعل أقلها فرح صاحبها بها وانشغاله بها عن ربه، بينما
الذين يريدون الحياة الدنيا كانت أعينهم عميا عن إبصار المدى البعيد الذي يبصره
المؤمنون.
ولهذا يصور القرآن
الكريم الذين لا يؤمنون بالآخرة بصورة الأعمه المتردد الحائر بين نوازع نفسه
الكثيرة المتناقضة، قال تعالى يصور هذه الحيرة: P إِنَّ