الحقائق ويخاطب كل
إنسان باللغة التي يفهمها، وذلك في الوساوس التي كان يلقي بها إلى آدم عليه السلام
كل حين، ومنها ما جاء في قوله تعالى :﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ
عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ
الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ ﴾ (الأعراف:20)
وقوله تعالى :﴿ مَا نَهَاكُمَا﴾ يشير إلى أنه ربما كان يستخدم معهما وسيلة
تأويل النص لتفريغه من محتواه، وكأنه يقول :إن الله ما نهاكما لأجل النهي، وإنما
لأسباب أخرى منها أن تكونا ملكين أو تكونا خالدين، فإن أردتما برغبتكما أن يحصل
لكما ذلك فلا بأس من أكل الشجرة.
أو ربما جاءهما من
باب آخر وقال: إن الله الرحيم بكما ما كان ليمنعكما من هذه الشجرة وأنتما ضيفان
عنده، فاتهما فهمكما ولا تتهما ربكما.
أو ربما جاءهما من
باب آخر، وقال :إن النهي الذي صدر لكما من ربكما لم يكن نهيا مطلقا، بل هو مقيد
بأكل جميع الشجرة لا بمجرد تذوق ما فيها.
أوربما قال لهما
:إن النهي لم يكن عاما في جميع الأوقات، بل كان مخصوصا بأول دخولكما الجنة لعدم
تناسب أكلها مع أجهزتكم الهاضمة حينذاك.
أو ربما قال لهما
:لقد ورد النهي قبل نضجكما وصلابة يقينكما، أما بعد ذلك فلا تكليف بعد يقين ولا
حركة بعد معرفة.
أو ربما جاءهم من
أبواب أخرى نراها ونسمعها كل حين في محاولات