وقد جاء الفعل في
الآية مبنيا للمجهول ليترك صاحبه محتارا في مصدر ذلك التزيين الذي غمر قلبه فرحة
به.
ولذلك كل ما ورد
في القرآن الكريم مبنيا من هذا الفعل ورد في الزينة المنهي عن الفرح بها كقوله تعالى
:﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ
لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ
وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾(فاطر:8)،
وقوله تعالى :﴿ أَفَمَنْ كَانَ
عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا
أَهْوَاءَهُمْ﴾(محمد:14)، وقوله تعالى
:﴿ بَلْ زُيِّنَ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنْ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلْ
اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد﴾(الرعد:33)
والقرآن الكريم
يشير إلى بعض هؤلاء المزينين الذين لم يكن لهم من غرض إلا الغواية:
وأولهم إبليس عدو
الإنسان الأول، قال تعالى ذاكرا الحوار الذي بدأت به خطة الشيطان في ضم الإنسان
إلى حزبه:﴿ قَالَ رَبِّ
بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ﴾(الحجر:39)
وقد دل هذا
التعبير على معرفة الشيطان بخصائص ونقاط ضعف عدوه الذي جبل على حب الزينة وحب
اللذة وحب الجمال في أي صورة وفي أي تركيب، فهو يضعف أمامها ويكاد يتلاشى، قال تعالى
:﴿ يُرِيدُ اللَّهُ
أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾(الأنعام:28)
والقرآن الكريم
يشير إلى طريقة التزيين التي يمارسها والتي يقلب بها