قلت: فحدثني..
وبسط ما استطعت، فإني لا أكاد أفهم لغتكم التي تتداولونها ويتداولها سدنتكم.
قال: عمدا
نفعل ذلك.. لقد كنا نتلاعب بالألفاظ والمبادئ والقوانين كما نتلاعب بالبشر وبالتاريخ
وبالجغرافية.. لقد كنا لا عبين ماهرين نجيد كل صنوف اللهو التي تقتل الحياة، وتدمر
الإنسان.
قلت: فحدثني
حديث سلفك.
قال: كان لنا
سلف اسمه مونرو James Monroe، وقد نشر حينها
مبدأ، كتلك المبادئ التي تسمعونها كل حين.. وقد عرف هذا المبدأ باسمه [2]، وكان يقضي بأن الولايات المتحدة لا
تتدخل في شؤون الدول الأخرى، كما أنه لا يحق لأي دولة أن تتدخل في شؤون العالم الأميركي.
قلت: هذا
مبدأ جيد.. ولا أرى سلفك هذا إلا سلفا صالحا.
ضحك بشدة،
وقال: أتقول عن سلفي هذا : إنه سلف صالح.. انظر تحت قدمي..
نظرت فرأيت
رؤوسا كثيرة يدوسها بقدمه، وكانت تصيح بصياح حيل بيني وبين سماعه.
قال: أترى
هذه الرؤوس؟
قلت: أعمى
أنا إن لم أرها.. ما بالها.. وما بالك تطأ عليها؟
قال: إن رأس
سلفي الصالح الذي ذكرته أحد هذه الرؤوس، فإن شئت أن يحدثك عن مبدئه، وما ينطوي
عليه من خيرية حدثك.
[1]
استفدت الكثير من التوثيقات المرتبطة بهذا من كتاب: مبادئ الرؤساء الامريكان،
تأليف: سليم الحسني.