قال: هم سبعة
أشخاص من حيث ذواتهم.. ولكنهم سبعون ألفا من حيث قوالبهم..
قلت: ماذا
تقصد؟.. أهم سبعة، أم سبعون ألفا؟
قال: كل فرد
منهم يمثل أمة من أمم المستكبرين، وفكرا من أفكار الاستكبار.
قلت: فما
جدوى الحديث معهم.. ألتسليتهم؟
قال: لا.. بل
لنتعرف على أسباب الاستكبار وأساليبه.
قلت: لم؟
قال: كيف
يقاوم الأطباء عندكم الأمراض؟
قلت: بعد
التعرف عليها.. والبحث عن مناهجها في نخر الجسد والتلاعب به.
قال: فكذلك
أهل حصون المستضعفين.. لا يتوجهون لعدوهم من المستكبرين إلا بعد التعرف على أسبابه
وأساليبه.. فمن الخطأ والخطر أن تقاوم ما لا تعرف.
***
دخلنا
المغارة التي امتلأت آلاما، كانت ضيقة شديدة الضيق، ولكنا ـ لسر الحلة التي
نرتديها ـ مررنا فيها كما يمر النسيم العذب، أو كما تمر الأطياف التي لا تحول
بينها الحوائل.