responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 131

قلت: أجل.. لقد قرأت حديث تميم الداري، وقد ورد فيه :( فأتوه فدخلوا عليه، فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق، يظهر الحزن، شديد التشكي)[1]

سمعت زمجرة عجيبة ارتجت لها أرجاء الأوكار، ثم تبعها صوت يقول: من يريد أن يحدثني.. فأنا الدجال.. أنا الدجال الأعور.. أنا أعظم مستبد عرفه التاريخ.. وستعرفه الأرض.

لئن كان فرعون قال :﴿ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾ (الزخرف: 51).. فإني لا أرضى بغير حكم الأرض.. الأرض جميعا.. فما مصر.. ولا الشام.. ولا العراق.. إلا وجبات خفيفة لن تسد جوعتي.. بل لن يسد جوعتي أوروبا ولا آسيا ولا إفريقيا.. ولا حتى موطني الذي يجاور عرش الشيطان.. بل أنا نهم فوق ما تتصور.. وفوق ما تتصورون.. أنا أريد أن أسيطر على الكون.. الكون جميعا بأكوابه ونجومه ومجراته.

قلت: لم كل هذا النهم بامتلاك الأشياء مع أنك مهما ملكت.. فلن تملك إلا المحل الذي تجلس عليه؟

قال: لقد فاتك أهم شيء في الحياة إن اقتنعت بهذا.

قلت: فما هو؟

قال: السيطرة.. أليست السيطرة هي التي حركت الرومان لحكم العالم..

أليست السيطرة هي التي حركت عالم المستكبرين ـ عالمنا ـ للاستحواذ على عالم المستضعفين؟

أتحسب أن كل هؤلاء كانوا بلها حين تركوا أراضيهم الخصبة، وانتشروا في الأرض


[1] مسلم (8/205)، وأحمد (6/413 و418)، وأبو داود (2/214)

نام کتاب : أوكار الاستكبار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست