وفي حديث
آخر، قال a :( ألا أحدثكم حديثاً عن الدجال ما حدّث
به نبي قومه؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار، فالتي يقول: إنها
الجنة. هي النار، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه)[2]
قال: ذلك بعض
ما يمكنك فهمه من حديث نبيك.. أما حقيقته فلن تفهمها إلا إذا عشت إلى الزمن الذي
أخرج فيه.
قلت: كيف
يكون معك مثل الجنة والنار؟.. هل يمكن أن تموه على الناس، فتحول الجنة ذات الرياض
النضرة إلى نار.. وتحول النار ذات اللهب إلى الجنة.
قال: في طاقة
جدلي أن يفعل ذلك.
قلت: أنت
ساحر إذن؟
قال: كل ما
تعرفونه من السحر.. وما ستعرفه الأجيال.. وما تعرفه الشياطين والمردة.. يجتمع لدي..
أنا الجامع الذي اجتمعت عنده كل قوى العالم.
قلت: القوى
الشريرة!؟
قال: لا
يهمني أن تكون شريرة أو خيرة.. أنا لي همة واحدة أن يعبدني الخلق عن طواعية.. وأن
ينسوا الله ـ ذلك الذي يزاحمني ـ بعبوديتي.
قلت: لقد
أخبر a أن من فتنتك ودجلك إحياء الموتى.. فقد
ورد في الحديث :( وإن من فتنته؛ أن يقول لأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك؛
أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم. فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا
بني! اتّبعه؛ فإنه ربك. ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً، فيضربه بالسيف، فيقطعه
جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه، فيقبل، ويتهلل وجهه
[1]
عبد بن حميد (118/2)، وابن عساكر (1/610-611)، والحاكم (4/537-539)