قال: كما
تجمعون أنتم.. ألستم تعزلون العلم عن العمل؟
قلت: نحن
نفعل ذلك.
قال: فما
الذي ساقكم إليه؟
قلت: شهوات
غالبة.
قال: فقد
اجتمع في نفسي من حب التسلط ما تفرق من شهواتكم جميعا.. لقد اجتمعت في كل أحلام
اليهود.. بل كل أحلام الأمم التي لم ترض أن تعيش من غير أن تستحوذ على الكل..
الزهد:
قلت: عرفت
الحصن الأول.. فما الثاني؟
قال: لولا
الثاني لم يكن الأول.. وبالثاني قد لا تحتاج إلى الأول.
قلت: كيف
احتاجت العزلة إلى الزهد؟
قال: الزهد
هو أبو العزلة وأمها.. فالراغب يسعى بيديه وقدميه ليملأ الفراغ الذي يطلبه حرصه..
أما الزاهد، فيلجم أعناق رغباته، فتلجم بذلك قدماه.
قلت: فكيف
يغني الزهد عن العزلة؟
قال: من ألجم
نفسه بلجام الزهد لا تضره الخلطة، ولا يضره الاستبداد.. أرأيت الذي