قلت: كيف ذلك.. لقد سمعت صرير السيوف في قصة كربلاء..
ولا يمكن أن نمثل وقعة كربلاء من دون سيوف.
قال: تلك
سيوف المستبدين.
قلت: والحسين..
ألم يكن يملك سيفا؟
قال: لقد كان
يملك قبل السيف أصنافا من أسلحة أهل السلام، لم يحق له أن يحمل السيف قبل
امتلاكها.
قلت: فما هي؟
قال: ستعرفها
في حصون المستضعفين.
قلت: ألسنا
في حصون المستضعفين؟
قال: لا.. لن
تدخلها حتى تخرج من أوكار المستكبرين.
سمعت صوتا
شديدا، يقول: ويل لي من أهل الحرة..
قلت: أعرف
هذا.. ففي سنة ثلاث وستين بلغ يزيدا أن أهل المدينة خرجوا عليه وخلعوه، فأرسل
إليهم جيشاً كثيفاً، وأمرهم بقتالهم، ثم المسير إلى مكة لقتال ابن الزبير، فجاءوا
وكانت وقعة الحرة على باب طيبة.
بكى صاحبي،
وقال: وما أدراك ما وقعة الحرة؟.. لقد ذكرها الحسن مرة[1]، فقال :( والله ما كاد ينجو منهم أحد.. قتل
فيها خلق من الصحابة ومن غيرهم، ونهيت المدينة، وافتض فيها ألف عذراء، فإنا لله
وإنا إليه راجعون).. أتدري ما سببها؟
[1]
بل روي أن رسول الله a
خرج في سفر من أسفاره، فلما مر بحرة زهرة وقف فاسترجع، فساء ذلك من معه، وظنوا أن
ذلك من أمر سفرهم، فقال عمر:( يا رسول الله ما الذي رأيت !؟ ) فقال رسول الله a :( أما إن ذلك ليس من سفركم هذا )،
قالوا :( فما هو يا رسول الله !؟ ) , قال :( يقتل بهذه الحرة خيار أمتي بعد أصحابي
)، قال ابن كثير : هذا مرسل، ولا يضره إرساله.