قلت: صدقت..
لقد فاتني أن أنظر إلى الجانب المشرق الذي يمتلئ به تاريخنا.. بل إنه لولا هؤلاء
الطواغيت من المستبدين ما أدركنا قيمة هؤلاء العظماء، ولا عظم التضحيات التي
قدموها.. إنهم كالسواد الذي يشرق فيه البياض.. أو كالليل الذي يطل ليبين جمال نور
الشمس.
قلت: شبهة
أخرى أرجو أن تجيبني عنها.
قال: أعرفها
.. أنت تريد أن تذكر لي أن من قومك من يقدم نصيحة ابن عمر على موقف الحسين.
قلت: أجل ..
كيف عرفت ذلك؟
قال: وهل
يسمع الناس من رؤوس الضلال الذين اتخذوهم أئمة إلا ذلك؟
قلت: فما
جوابك على هذه الشبهة؟
قال: أجبني
من هو سيد شباب أهل الجنة .. هل هو ابن عمر، أم الحسين؟
قلت: بل الحسين .. ففي الحديث الصحيح عن
حذيفة، قال: أتيت النبي a، فصليت معه الظهر، والعصر، والمغرب،
والعشاء، ثم تبعته، وهو يريد يدخل بعض حجره، فقام، وأنا خلفه، كأنه يكلم أحدا، قال
: ثم قال : من هذا؟ قلت : حذيفة. قال : أتدري من كان معي؟ قلت : لا. قال : فإن
جبريل جاء يبشرني، أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. قال : فقال حذيفة :
فاستغفر لي ولأمي. قال : غفر الله لك، يا حذيفة، ولأمك [1].
قال: ومن هو
الذي ذكر رسول الله a أنه منه .. هل هو ابن عمر، أم الحسين؟
قلت: بل الحسين .. ففي الحديث الصحيح قال
رسول الله a :(حسين مني وأنا منه، أحب