قائلا: كيف سيرة أميركم الحجاج؟ فقال: غشوم ظلوم، لا
حياه الله، ولا بياه، فقلت له: لو شكوتموه إلى أمير المؤمنين، فقال الأعرابي: هو
أظلم منه وأغشم، عليه لعنة الله [1].
قلت: أعجب من
جرأتك وجرأة من ولوك.. كيف سمحتم لأنفسكم أن تتولوا أمر الأمة، وفيها تلك الحفنة
المباركة من أهل البيت الطاهرين، ومن الصحابة المجتبين.
قال: لا
أكتمك.. لقد كنت عظيم الحقد على النبي وعلى أصحابه، وعلى آل البيت.. لقد كان ولائي
واحدا للخليفة.
قلت: لقد
نبهني حديثك هذا إلى ناحية مهمة أرى بعض قومي يفعلها، ولم أكن أعلم لها سببا.
قال: تقصد
ثناءهم علينا وعلى أمثالنا.
قلت: أجل..
فقد كتبوا الكتب الكثيرة يثنون عليكم.
قال: هم لا
يثنون علينا، بل يعطون الذرائع للمستبدين ليملكوا رقابكم.. أما الصالحون، فقد
كانوا يبالغون في ذمنا، لأن حرصهم على جمال الإسلام وعلى حقائق الإسلام أعظم من
حرصهم على التاريخ، وعلى أهل التاريخ.
قلت: وما قال
فيك السلف؟
قال: لقد قال
عمر بن عبد العزيز: لعن الله الحجاج، فإنه ما كان يصلح للدنيا ولا للآخرة، وقال في
:( لو جاءت كل أمة بمنافقيها، وجئنا بالحجاج، لفضلناهم)، وقيل للشعبي: أكان الحجاج
مؤمناً؟ قال :( نعم، بالطاغوت، كافراً بالله)
وقيل لعبد
الله بن المبارك: أبو مسلم كان خيراً أو الحجاج؟ فقال: لا أقول إن أبا مسلم كان
خيراً من أحد، ولكن الحجاج كان شراً منه.