قال: عصابتي هي أنا.. وأنا هو عصابتي.. لقد كنا نحمل
من الإخلاص ما لو حملتموه لانتصرتم..
قلت: لا أقصد
ذلك.. بل أقصد كيف وصلت أنت إلى السلطة لتنفذ الخطط التي كنتم تتكتمون عليها.
قال: عرفنا
حب هذه الأمة للأبطال.. فرحنا نضرب على هذه الأوتار.
قلت: كيف..
هل حولوك واحدا منهم؟
قال: لقد
فعلوا ذلك بدقة محكمة.. لقد كانت اللعبة العالمية تقتضي اصطناع بطل تتراجع أمامه
جيوش الحلفاء الجرارة، وتعلق الأمة الإسلامية اليائسة فيه أملها الكبير وحلمها
المنشود، وفي أوج عظمته وانتفاخه ينقض على الرمق الباقي في جسم الأمة فينهشه ويجهز
عليها إلى الأبد!
وتمت صناعة
البطل بنجاح باهر.. وكنت أنا البطل الموعود..
رفع بها
صوته، ثم راح يحاول تقطيع ثيابه.. إلا أن الأغلال كانت تحول بينه وبين ذلك.
ثم استمر
يقول: وقفت أتحدى الحلفاء بقوة كاذبة تمتلئ ضعفا.. وقفت أتوعد اليونان بألقائها في
البحر.
ولم ير
الحلفاء بداً من التفاوض معي، وكانت ثمرة المفاوضات هي الاتفاقية المعروفة
باتفاقية [كيرزن]
قلت: فما تنص
هذه الاتفاقية؟
قال: كانت
تحوي أربعة الشروط.. كل شرط منها جبل من جبال الاستبداد..
قلت: فما هي
هذه الشروط؟
قال: أولها إلغاء الخلافة الإسلامية نهائياً من تركيا..
وثانيها أن تقطع تركيا كل صلة