مع الإسلام.. وثالثها أن تضمن تركيا تجميد وشل حركة
جميع العناصر الإسلامية الباقية في تركيا.. ورابعها أن يستبـدل الدستـور العثماني
القائم على الإسلام بدستور مدني بحت[1] .
قلت: فكيف
تزعم أنك بطل.. وهم يملون عليك مثل هذه الشروط.
قال: لقد
كانت هذه الشروط هي حلمنا الذي أسسنا لأجله كل تلك المسرحية الطويلة.
قلت: فهل وفيت
بها؟
قال: خير
وفاء.. ألم تقرأ ما قال المؤرخ أرمسترونج في ذلك.
قلت: فما
قال؟
قال: لقد قال :( انطلق أتاتورك يكمل عمل التحطيم الشامل
الذي شرع فيه وقد قرر أنه يجب عليه أن يزيل جميع الأنقاض التي تحيط بها، هو حطم
فعلاً النسيج السياسي القديم، ونقل السلطنة إلى ديمقراطية، وحول الإمبراطورية إلى
قطر فحسب، وجعل الدولة الدينية جمهورية عادية، إنه طرد السلطان وقطع جميع الصلات
عن الإمبراطورية العثمانية، وقد بدأ الآن في تغيير عقلية الشعب بكاملها وتصوراته
القديمة وعاداته ولباسه وأخلاقه وتقاليده وأساليب الحديث ومناهج الحياة المنزلية
التي تربطه بالماضي)[2] .
قلت: أوصل بك الحد إلى التدخل في حياة الناس الشخصية؟
قال: لو أذنت لي.. أو أذن لي صاحبك لأخبرتك بما فعلت..
لينالك العجب.. ولترى من طبائع الاستبداد ما لم تكن تتصور.
أشار إليه
صاحبي بالإذن، فراح يقول ـ وكأنه يسترجع ذكريات مريرة تؤرقه ـ : في 29/10/1923 تم إعلان
الجمهورية وانتخبت أول رئيس للجمهورية، واتخذت أنقرة