responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 100

لا تقف ما ليس لك به علم

أيها الرفيق العزيز.. لو أنك تأملت قوله تعالى: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } [الإسراء: 36] لخففت عن عقلك حمل تلك الأسفار الكثيرة التي ينوء بها ظهره، والتي لا مصدر لها إلا الظن المجرد.

فهي في عقلك مثل ذلك الطعام الكثير الذي يملأ معدتك من غير أن يكون له أي نفع لجسدك، بل هو مجرد ثقل كبير، تعاني جميع أجهزتك من هضمه وامتصاصه، ثم لا يكون بعد ذلك إلا شحوما زائدة تشوه منظرك، وتملأ حياتك بالأمراض.

وهكذا الطعام الذي تدخله على عقلك من غير أن تعرف مصدره، ولا منافعه أو مضاره، فإنه يوهمك بالري والشبع، ويجعلك بين الناس كالمنتفخ بالعلوم، لكنك في حقيقتك لست سوى جائع مريض بالبدانة؛ فلا تزيدك تلك العلوم إلا عللا وأمراضا وإرهاقا.

لذلك كانت الرياضة حلا لجسدك وعقلك.. فكلاهما يحتاجان إلى طرح الزوائد؛ فرياضة الجسد تزيل الشحوم التي ترهقك وتشوهك، ورياضة العقل بالتأمل والتفكير والتدبر تزيل كل تلك التي توهمتها علوما، وهي ليست سوى جهل مركب.

لست أدري هل فهمت عني ـ أيها الرفيق العزيز ـ ما قصدت، أم لم تفهم.. ولذلك سأذكر لك بعض مصادرك ومواردك، لعلنا جميعا، نكتفي بما ينفعنا، وندع ما يضرنا حتى نلقى الله، وعقولنا سليمة، وقلوبنا طاهرة.. فلا يمكن للقلوب أن تتطهر والعقول مدنسة.

لقد سمعتك قبل أيام تتحدث عن أهل الكهف الذين ذكرهم القرآن الكريم،

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست