في النار، وكأنك
مالك خازن النيران، وكأن الله تعالى وكلك بأن تجيب جهنم عندما يقال لها: { هَلِ
امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30]
وهكذا رأيتك
تتعامل مع طائفتك التي تغض الطرف عن عيوبها، بل تحولها عيوبها محاسن، وتستعمل كل
ما لديك من قدرات لكتمان ما لا تطيق علاجه من ثغراتها، لكنك في نفس الوقت تحول من
حبة المخالفين لك قبة، وتنشر ما شاء لك الهوى من فضائحهم وعيوبهم، ولا تسترها
عليهم، أو تدعو الله أن يهديهم سواء السبيل.
هذه بعض المشاهد
التي رأيتها منك أيها الرفيق العزيز.. واعذرني لأني ذكرتها لك، فلو لم أفعل ذلك
لكنت من المطففين في الموازين؛ فلا يحق لي أن أوجه نصائحي ووصاياي للأبعدين، وأترك
الأقربين، وقد قال الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }
[الشعراء: 214]، وقال: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا
نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } [طه: 132]