وهكذا يمكنك إن
ضاقت بك الأرض بسبب المجرمين وقطاع الطرق المحيطين بك، أن تلجأ إلى الله كما لجأ
لوط عليه السلام.. وسترى كيف تأتيك الملائكة، وتقول لك ـ كما قالت له ـ { إِنَّ
مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } [هود: 81]
لا تيأس أيها
الرفيق العزيز.. فالله ما قص عليك قصص فضله لتتسلى بها، وإنما قصها عليك لتتمثلها
وتعيشها.. فالذي أكرمهم يمكن أن يكرمك.. والذي أنقذهم يمكن أن ينقذك.. والذي تفضل
عليهم يمكن أن يتفضل عليك.
ليس عليك ـ أيها
الرفيق العزيز ـ سوى أن تتوجه إليه بصدق وثقة.. وحينها ستضحك على تلك الأنات التي
أرسلتها أمام أولئك المستضعفين الذي لا يملكون لأنفسهم حولا ولا قوة.
هيا أيها الرفيق
العزيز.. قم.. فهو لم يرسل لك ذلك البلاء إلا لتذهب إليه.. فهو يحب أن يسمع صوتك
وأنت تناجيه.. وسترى أن حلاوة مناجاته وحدها تكفي لتغسل قلبك من كل أدران الدنيا،
ومخاوف الآخرة.