وهكذا يمكنك أن
تردد وأنت مريض ما ردده قبلك أيوب عليه السلام بكل هدوء، بعد أن يئس الأطباء من
شفائه.. لكنه سخر من يأسهم لأنه يعلم أنه لا وجود للمستحيل ما دام الله موجودا..
ولذلك راح يردد بكل خشوع وثقة: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]
وهكذا يمكنك أن
تقتفي آثار زكريا عليه السلام، وتطلب ما تشاء من الولد، حتى لو ذكر لك الأطباء،
أنه لن يكون لك ولد.. فقط اجعل قلبك واثقا في الله كما كان قلب زكريا، وسترى
العجائب.. لقد قال مخاطبا ربه: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ
الْوَارِثِينَ } [الأنبياء: 89]، وما إن دعا بتلك الثقة حتى تنزلت الإجابة.
وهكذا يمكنك أن
تفعل ما فعله يونس إذا التهتمك حيتان المصائب والمشاكل، وأفرزت عليك إنزيماتها
القاتلة.. يكفي أن تشعر بأن لك إلها يملكها، ويملك التحكم فيها، وفي كل شيء..
خاطبه بكل أدب وتواضع وذلة، وردد ما ردده يونس عندما قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا
أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء: 87]، وسترى أن
الذي أجابه سيجيبك لا محالة، فقد قال واعدا لك ولكل المؤمنين: {فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:
88]
وهكذا يمكنك إن
استبد بك الجوع، وضاق عليك الرزق، أن تفعل ما فعلته مريم عليها السلام.. وسترى كيف
يتنزل الرزق عليك من الغيب أو من الجيب.. من القدرة أو من الحكمة.. وحينها إذا
سألك زكريا عن مصدر رزقك، فقل له بكل ثقة: {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]