responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106

وأطعماك، ووفرا لك كل ما تحتاجه، وأبعدا عنك كل ما يضرك.. هل تحسب أن والديك هما اللذان قاما بذلك.. كلا.. فهو الذي قام بذلك.. وما والدك إلا واسطة رحمته، وحبال كرمه.. فلذلك اشكره قبل أن تشكرهما، وارجع إليه، فالذي كفلك صغيرا لن يتركك كبيرا.. لكن بشرط واحد، وهو أن تبكي عليه كما كنت تبكي على والديك.

ألم تعلم ـ أيها الرفيق العزيز ـ أنه ليس المدبر لك وحدك.. بل هو المدبر للكون جميعا.. فما من ذرة من ذرات الكون إلا وهي تسبح بحمده، وتمد يدها إليه تطلب منه أن يمدها بجوده وكرمه.. فلولا جوده ما رأيت موجودا.. ولولا كرمه ما رأيت شيئا.. فالكل فيض من فيوضات رحمته، والكل مظهر من مظاهر أسمائه الحسنى.. أفيعجز من يملك كل شيء، أن يوفر لك ذلك الذي حزنت عليه، وأسفت من أجله، وامتلأ قلبك يأسا بسببه؟

لقد رأيت ـ أيها الرفيق العزيز ـ أنك تتعامل مع ربك، كما تتعامل مع المستضعفين من أمثالك، فتتوهم أن المستحيل الذي وقفت أمامه حائرا، هو أيضا مستحيل على ربك.. ذلك مستحيل، فربك على كل شيء قدير.. فقط جد لك إيمانا كإيمان موسى عليه السلام، وسترى البحر كيف يُشق أمامك.. فموسى عليه السلام لم ييأس عندما رأى البحر أمامه والعدو وراءه، وإنما قال بكل ثقة: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62]

وهكذا قال رسول الله a في ذلك الموقف الحرج الذي لم يكن يحول بينه وبين المشركين المتربصين الحاقدين سوى خيوط العنكبوت.. حينها قال بكل ثقة لصاحبه الذي امتلأ حزنا: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]

وأنت أيضا يمكنك أن تردد ذلك، وحينها ستتنزل عليك ملائكة الرحمة، لتمسح عنك كل أسى، وترد عنك كل أذى، وتخاطبك بكل حنان، أنت ومن معك من الصادقين المستقيمين على صراط الله، وتقول لك ولهم: {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست