لا شك أنك ستشمخ
بأنفك، وتقول لي: هذا مشهد من مشاهد الكفار والمشركين.. وأنا بحمد الله مؤمن موحد
كابرا عن كابر..
وأنا لن أكذبك
في ذلك.. ولكني أذكر لك بأن بعض خصومك الذين أسأت إليهم، لم يكتف بخصومتك، بل راح
يخاصم ربك بسببك.. فقد كنت تصور لهم كل حين أنك ممثل للدين، وأنك لا تقول إلا
الحق.. ولا تفعل إلا الخير.. وعندما شكاك إلى الناس راحوا يتهمونه ويبرئونك،
ويعتذرون له بأنك رجل دين..
وقد جعله ذلك
ينفر من الدين، وكنت أنت سبب ذلك النفور.. ولذلك سيكون خصمك.. لا على الأموال التي
سلبتها منه.. ولا على استحلال غيبته وقذفه.. وإنما على دينه الذي سلبته منه، وربه
الذي حجبته عنه.
فهل تتصور ـ
أيها الرفيق العزيز ـ أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
الذي كان حريصا على إيمان الناس، ويتألم بكل ألوان الآلام في سبيل إيصال الرسالة
إليهم بيضاء نقية معطرة بأجمل العطور، يشفع لك لتدخل الجنة، ثم يدخل من تسببت في
إلحاده وجحوده إلى النار؟.. هل تتصور أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم سيستقبلك، وهو راض عنك بعد أن تسببت في قتل
فرد من أمته، لا قتل جسده، وإنما قتل روحه؟
وليتك فعلت ذلك
مع فرد أو فردين من الناس.. بل إن روائح ما فعلته