لأبغضتني في
الله)، فقال له أخوه: (لو علمتُ منك ما تعلم من نفسك، لكان لي فيما أعلم من نفسي
شغلٌ عن بغضك)
هذه أيها الرفيق
العزيز كلها خطابات لي ولك لننشغل بالبحث عن عيوبنا، ما ظهر منها، وما استتر، أما غيرنا..
فنحن لم نكلف معهم بغير النصيحة والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولا يعني ذلك ـ
أيها الرفيق العزيز ـ أن تجلس في بيتك، وتهتم فقط بنفسك، فالأمر ليس كذلك، فقد قال
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (من أصبح وهمه غير الله عز
وجل فليس من الله في شيء، ومن لم يهتم للمسلمين فليس منهم)[1]
ولذلك لك أن تقف
في وجه الظلمة والمستبدين ومحرفي الأديان، فأنت مكلف بمواجهتهم ونصحهم والتحذير
منهم، وقد قال الله تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ
وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا
أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12]
ولكن احذر أن
تواجههم بنفسك وأحقادك.. بل واجههم بالحق.. فالحق وحده الوسيلة التي يحل لك
استعمالها في مواجهة الباطل، والمعروف وحده الوسيلة التي يحل لك استعمالها في
مواجهة المنكر.
واجه باطلهم
ببراهين الحق.. وواجه منكرهم بأنوار المعروف.. ولتكن ممثلا للحق في مواجهتك
بأخلاقك وآدابك وسمتك، فأنت لم تطالب بأن تهدي الناس، وإنما طولبت بدعوتهم، وأنت
لم تطالب بالانتصار، وإنما طولبت ببذل الجهد.. وأوله أن تجاهد نفسك، وتقوم
بتطهيرها من كل عيوبها.. ذلك أن عيوبها أكبر الحجب التي تحول بينها وبين الدعوة
للحق، أو استماع الخلق له.