وقال آخر داعيا لك لأن تكون
كذلك المريض الذي يشغله ألمه عن آلام الآخرين:
المرء
إن كان عاقلاً ورعًا
أشغله
عن عيوب غيره ورعُه
كما
العليل السقيم أشغله
عن
وجع الناس كلِّهم وجعُه
وقال آخر محذرا
لك من أن تصبح مرمى لسهام من تبحث عن عيوبهم، لأنهم لن يكفوا عن البحث عن عيوبك:
لا
تلتمس من مساوي الناس ما سَتروا
فيهتكَ
الناس سترًا من مساويكا
واذكُر
محاسن ما فيهم إذا ذُكروا
ولا
تَعِبْ أحدًا عيبًا بما فيكا
وقال آخر مذكرا لك بالاكتفاء بمشاهدة البرامج التي
تبثها قناتك، ففيها الكفاية لك عن برامج قنوات غيرك:
قبيحٌ
من الإنسان ينسى عيوبه
ويذكر
عيبًا في أخيه قد اختفى
ولو
كان ذا عقل لَمَا عاب غيره
وفيه
عيوب لو رآها قد اكتفى
وقال آخر مبينا
لك كيف تخاطب نفسك إن دعتك إلى البحث عن عيوب غيرك:
إذا
شئت أن تحيا ودينك سالم
وحظُّك
موفور وعرضك صَيِّنُ
لسانك
لا تذكُرْ به عورة امرئ
فكلُّك
عورات وللناس ألسُنُ
وعينك
إن أبدتْ إليك مساوئًا
فصُنْها
وقل يا عينُ للناس أعينُ
وقال آخر عندما
سئل عن العلاج الذي جعله يترك الغيبة والتجسس وكل ما يدفعه إلى البحث عن عيوب
الناس: (لست عن حالي راضيًا، حتى أتفرغ لذم الناس)، ثم أنشد يقول:
لنفسيَ
أبكي لستُ أبكي لغيرها
لنفسيَ
من نفسي عن الناس شاغلُ
وقال آخر لأخيه
بعد أن ذكر له حبه له: (لو علمتَ مني ما أعلم من نفسي