وقال مبشرا
بالجزاء العظيم لمن اكتفى بالاهتمام بعيوبه: (طوبى
لمَن شغله عيبه عن عيوب الناس)[1]
وقال موبخا من
لم تردعه عيوبه عن النظر لعيوب الناس: (يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجذع
في عينيه)[2]
ومثلهما، نطق
جميع الحكماء، منبهين إلى خطورة الأمراض المعدية التي تنتقل إلينا عندما نترك
الاهتمام بتصفية قلوبنا، وكنس القاذورات عن أرواحنا، لننشغل عن قمامتنا بقمامة
غيرنا.
وقد قال أحدهم
معبرا عن ذلك: (يا ابن آدم، إنك لن تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب فتصلحه من نفسك، فإذا فعلت ذلك كان شُغْلَك في خاصة نفسك، وأحبُّ العباد إلى الله مَن كان هكذا)
وقال آخر: (تشوّفك
إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوّفك إلى ما حجب عنك من الغيوب)
وقال آخر، وهو
يضع الاحتمالات المختلفة، والتي لن تربح منها إلا الخسارة وضياع الوقت: