من رموز
الإسلام، ومقدسا من مقدساته.. مع علمك بما ورد فيه من نصوص مقدسة، وأنه يحرف الإسلام،
ويحوله من دين إلهي إلى دين بشري.. لكنك لا تبالي بأحاديث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. ولا تبالي بعدها بتلك العترة الطاهرة التي اتفقت
على تحريفاته وحذرت منها وضحت بكل شيء في سبيل مواجهته..
أنت لا تبالي
بكل ذلك، وترضى أن يدنس الدين وجميع قيمه في سبيل الحفاظ على شخص كان هو وأبوه
وأمه وعشيرته من أعظم المحاربين لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
ثم صار من الطلقاء الذين تؤلف قلوبهم، ثم فجأة ترتقي به المناصب دون أولئك
السابقين، ليتحول إلى الملك الأول في الإسلام.. ولست أدري هل يمكن أن يقبل عقل
يقرأ كلام الله، ويفهم أسرار العدالة الإلهية أن يكون هناك ملك في الدنيا؟
وليت الأمر
اقتصر على معاوية وجرائمه في حق الإسلام.. فأنت تضع كل تاريخ المسلمين ضمن مقدسات
الإسلام.. فتجعل من كل ذلك الجور والاستبداد والظلم والتعسف.. وكل ذلك التخلف
والانحطاط قيما إسلامية لا يمكن لشخص أن يكون مسلما في تصورك دون أن يكون مسلما
لها، ومسلما بها.. ويستعمل كل الأكاذيب في تبريرها.
دع عنك كل ذلك
أيها الرفيق العزيز.. فالدين الإلهي مثل الثوب الأبيض لا يتحمل أدنى وسخ.. ومثل
الماء الزلال يدنسه أي شيء يلامسه..
دينك أيها
الرفيق العزيز.. لا يمثله إلا كتاب ربك المقدس، ومعانيه الجميلة التي لم تلطخ
بغبار القارئين، ودنس الشارحين، وخرافات الأسطوريين، وقساوة الإرهابيين.
ولا يمثله إلا
نبيك a صاحب الخلق العظيم الذي لم تدنسه تلك الروايات
التي نشرها البغاة، والتي حولته من رسول إلهي ممتلئ بكل معاني الجمال، إلى رسول
بشري، يتناسب مع مزاج الملوك والأمراء والمستبدين.