responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 12

بدل أن تبحث عن الأعلم الذي يلتمس لك الرخص، ويعين أهواءك عليك، التمس الأورع الذي يبحث لك عن مواضع رضا الله، ومحال هداه؛ فأنت لم تأت لهذه الدنيا لتتثاقل إليها، وإنما أتيت إليها لتتزود منها.

واحذر، فقد يكون ذلك الأعلم الذي تقبل عليه هو كعب الأحبار، وذلك الأتقى الذي تفر منه هو أبو ذر؛ وأنت تعلم أنه لما وقع الخلاف بين كعب الأحبار وأبي ذر في شأن الكنز، آثر الناس كعبا لكونه صاحب ذاكرة قوية، جعلته لا يكتفي بالقرآن، وإنما يضم إليه كل الكتب المقدسة والمدنسة، ولذلك لما وازن الناس بين علمي الرجلين، وجدوا كعبا أكثر علما؛ فآثروه، وسقطوا في شباك الصياد الذي لم يكن سوى الشيطان.

قد لا يكون كلامي مجديا.. فلذلك اسمع ما قال نبيك a، وهو يعلمنا كيف نجتذب ترددات قناة الهداية التي تبث إلى عقولنا وقلوبنا، بدل قنوات الفتنة التي أدمنا عليها؛ فقد قال: (لا تجلسوا عند كل عالم؛ إلا إلى عالم يدعوكم من خمس إلى خمس: من الشك إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الرغبة إلى الزهد، ومن الكبر إلى التواضع، ومن العداوة إلى النصيحة)[1]

وقال: (من تعلم علما ليماري به السفهاء أوليباهي به العلماء، أو يصرف به الناس إلى نفسه يقول: أنا رئيسكم فليتبوأ مقعده من النار، إن الرئاسة لاتصلح إلا لأهلها؛ فمن دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه لم ينظرالله إليه يوم القيامة)[2]

وقال: (يظهرالدين حتى يجاوز البحار، ويخاض في سبيل الله ثم يأتي من بعد كم أقوام يقرؤون القرآن يقولون: قرأنا القرآن، من أقرأ منا؟ ومن أفقه منا؟ ومن أعلم منا؟. ثم التفت إلى أصحابه فقال: هل في أولئك من خير؟ قالوا: لا. قال: اولئك منكم من


[1] رواه أبو نعيم في الحلية، تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (1/ 184)

[2] بحار الأنوار: 2 : 110.

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست