لذلك هم لم يطلبوا الجاه
لأنفسهم، وإنما الجاه هو الذي طلبهم.. فهم قد فنوا عن أنفسهم، فصاروا عبيدا لله،
لا عبيدا لأهوائهم، وإذا وصلت إلى تلك المرتبة، فسلم أمرك لله، وردد ما قال ذلك
الصالح: (من أحب الظهور فهو عبد الظهور، ومن أحب الخفاء فهو عبد الخفاء، وعبد
اللّه سواء عليه أظهره الله أم أخفاه)
أما في المرحلة التي أنا وأنت
فيها؛ فعلينا أن نردد مع ذلك الحكيم قوله: (ادفن وجودك في أرض الخمول، فما نبت مما
لم يُدفن لا يتم نتاجه)