ما رأيت قال: أطعت الله فيما
أمرني، ونهاني فسألت الله فأعطاني)
هذه أيها ـ الرفيق العزيز ـ
كلمات الأولياء والصالحين، وقبلها كلمات الأئمة الطاهرين، وقبلها كلمات رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنصح الخلق أجمعين.. وفوق هذه جميعا
يقول الله تعالى لي ولك، ولكل الخلق: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا
يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا
النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود:
15، 16]
فلا تحسب أن الزينة في المال
وحده، بل أخطر الزينة حب الجاه والشهرة والذكر بين الخلق.. فهي سم زعاف لا يختلف
عن ذلك السم الذي يجلبه حب المال.
وخطره ليس في نفسه فقط، وإنما في
ذلك الاستعلاء الذي يملأ به القلوب؛ فتصبح شامخة بأنفها متكبرة على التراب الذي
خلقت منه، وقد قال تعالى: { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ
لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]
أقول لك ـ أيها الرفيق العزيز ـ
هذه النصيحة، وأعلم أنك ستجيبني بأن الله تعالى قال عن رسوله a: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:
4]، وقال عن الأنبياء والصالحين: {وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا
وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} [مريم: 50]
بل ذكر دعاء إبراهيم عليه السلام
بأن يكسبه الله جاها وسمعة، فقال: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}
[الشعراء: 84]
وأنا لا أخالفك في هذا، ولا
أجادلك فيه.. ومعاذ الله أن أرد كلام ربي.. ولكني تمنيت لو أنك نظرت إلى أولئك
الذين ذكر الله تعالى عنهم ذلك.. فهم ليسوا مثلي ولا مثلك ولا مثل سائر الناس..
إنهم رسل الله الذين لا يمكن أن يؤدوا وظائفهم دون أن يعرفهم الناس..