responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 131

بما وفرت لهم.. ولم يكلفوا أنفسك بالحديث معك، أو السؤال عنك.. وحتى عندما شكروك كان نظرهم إلى ما وفرت لهم، أكثر من نظرهم إليك.. وبعد أن خرجوا من عندك، وبأيديهم أصناف الهدايا، راحوا يثنون على أنفسهم أنهم لم يلقوا القاذورات في بيتك، ولم يصدروا أي ضجيج يزعج الجيران.. وأنهم لذلك يستحقون منك أن تحسن إليهم كل حين.

هكذا أنت أيها الرفيق العزيز مع ربك، وهكذا أنا، وهكذا أكثر الناس.. فنحن نتناول نعم ربنا، ونتقبل هداياه، ثم نمن بعد ذلك عليه بأننا لم نعصه.. مع أن أعظم معصية هي ذلك الإعراض الذي يجعلنا نقبل على النعمة، وننسى المنعم، ونفرح بالهدية، وننسى الفرح بالمهدي.

ولو أنا أشحنا ببصرنا قليلا عن جمال الهدايا الإلهية، ورحنا نتطلع بقلوبنا إلى جمال المهدي لغفلنا عن الهدايا وعن أنفسنا وعن الكون جميعا.. فأين تقع تلك الهدايا مع عظمة الله، وأين يقع ذلك النعيم مع جمال الله؟

ولذلك كانت الخسارة العظمى ليست خسارتنا للجنة، وإنما خسارتنا لله.. فالله بيده الجنة والنار، وبيده الدنيا والآخرة.. ومن وصل إلى الله وصل إلى كل شيء.. ومن حُرم من الله حرم من كل شيء..

وقد سأل بعضهم معروفا عن كثرة مجاهداته في الله، وقال له: (أخبرني أي شيء هاجك إلى العبادة والانقطاع عن الخلق؟) فسكت، فقال: ذكر الموت، فقال: وأي شيء الموت؟ فقال: ذكر القبر والبرزخ، فقال: وأي شيء القبر؟ فقال: خوف النار ورجاء الجنة، فقال: (وأي شيء هذا؟ إن ملكاً هذا كله بـيده إن أحببته أنساك جميع ذلك وإن كانت بـينك وبـينه معرفة كفاك جميع هذا)

ولذلك كانت الغفلة عن الله والأعراض عنه وعدم الجد في السير إليه هي

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست