responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 132

المعصية العظمى التي لا تعادلها أي معصية، ذلك أننا لم ننزل إلى الأرض لنتشوف إلى النعيم الذي وفر لنا، وإنما نزلنا إليها لنعرفه ونحبه وننشغل به عمن سواه.. ذلك أن كل ما سواه هباء منثور لا قيمة له.

لقد قال بعض الصالحين متأسفا علي وعليك وعلى كل الغافلين تفريطهم في جنب الله: (مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا ولم يذوقوا طيب نعيمها) فقيل له: (وما هو؟) فيقول:(محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه)

وقد صدق في ذلك، فبمعرفة الله ومحبته تجتمع كل أنواع النعم، ذلك أن الله هو مصدرها ومفيضها ومهديها، ومن وصل إليه وصل إلى مفاتيح كل النعم، واجتمعت في قلبه كل اللذات.

لقد صرح بهذا كل من عاشر النعم وعاشرته، لكنه عندما سار إلى الله، وشرب كأسا من شراب حبه راح يصيح:

كانت لقلبي أهواءٌ مفرّقة

فاستجمعَتْ مذْ راءَتك العين أهوائي

فصار يحسدني من كنت احسده

وصرتُ مولى الورى مُذْ صرتَ مولائي

ما لامني فيك أحبابي وأعدائي

إلّا لغفلتهم عن عظم بلوائي

تركتُ للناس دنياهم ودينهم

شغلاً بحبك يا ديني ودنيائي

أشعلتَ في كبدي نارين واحدة

بين الضلوع وأخرى بين أحشائي

وهكذا ذكر الغزالي عن نفسه عندما سئل عن سر عزلته:

تركت هوى ليلى وسعدى بمنزل

وعدت إلى مصحوب أول منزل

ونادتني الأشواق مهلا فهذه

منازل من تهوى رويدك فانزل

وهكذا ذكر ذلك العاشق الذي ذاق بعض طعم حب الله، فانشغل به عن كل شيء:

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست