هذا ما ذكره كل الصحابة الذين عاشوا معه a ورأوا معيشته وزهده وعفافه عن كل تلك الزخارف التي
يطلبها الغافلون.. لقد قال ابن عباس يصف حاله: (كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يبيت الليالي المتتابعة
طاويا، وأهله لا يجدون عشاء، وكان عامة خبزهم خبز الشعير)[1]
وقال أبو الدرداء: (لم يكن ينخل لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم دقيق قط)[2]
وقال عبد الرحمن بن عوف: (خرج رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من الدنيا، ولم يشبع هو، ولا أهله من خبز الشعير)[3]، وقال: (مات رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ولم يشبع من خبز
الشعير، فما أرنا أخرنا لما هو خير لنا)[4]
وقال سهل بن سعد: (ما شبع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في يوم شبعتين حتى فارق الدنيا)[5]، وسئل: أكانت المناخل
على عهد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟ فقال: ما رأيت منخلا في ذلك الزمان، وما أكل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم الشعير منخولا حتى فارق الدنيا، قلت: كيف تصنعون؟
قال: (كنا نطحنها، ثم ننفخ قشرها، فيطير ما طار، ويتمسك ما استمسك) [6]
وقال عمران بن حصين: (ما شبع آل محمد a من خبز مأدوم حتى مضى لسبيله)[7]، وقال: ما شبع رسول
الله a من غداء وعشاء حتى لقي
ربه [8].
وقال أنس بن مالك: ما أعلم أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم رأى رغيفا مرققا بعينه، حتى لحق