responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141

لا تسجن عقلك

أيها الرفيق العزيز.. أطلق سراح عقلك، وفك عنه قيوده وأغلاله، فقد طال سجنه، وكاد يبلى، ولا يمكنك أن تعيش من دونه، ولا يمكن أن تظل بتلك العقول التي استعرتها من غيرك، فالله أمرك أن تعرفه وتعبده بعقلك، لا بعقل غيرك.

أنت تعلم من كلفك بسجنه، وصور لك أنه الواقف دونك ودون الحقائق، وأنه قنبتلك الموقوتة التي ستنفجر فيك لترديك..وقد كذب في ذلك، فما العقل إلا وسيلتك إلى الحقائق، ودليلك عليها، وما خلقه الله لك إلا لتسير على سراجه إليها.

أما تلك الأسئلة التي تتوهم أنها أسئلة مشاغبة، فيمكنك أن تعالجها بجلستك الهادئة معه، فهو كالمراهق والصبي، يشاغب لكنه إن وجد حوارا هادئا، وكلاما حكيما يعود إلى وعيه من جديد، لتستمر رحلتك معه في السير إلى الحقائق..

لعلك تعرف أبا حامد الغزالي.. لقد مر بنفس تجربتك، لكنه لم يذهب لأولئك السجانين الذين ذهبت إليهم، فراحوا يقيدون عقلك، وإنما التجأ إلى الله وتضرع إليه ودعاه لأن يهديه للحقائق، وأن يوفقه للسير إليها.. فهداه إليها من غير أن يقيد عقله، بل هداه إليها بعقل جديد أكثر حكمة ونورا.

لقد قال يذكر ذلك: (لقد كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي وديدني من أول أمري وريعان عمري، غريزة وفطرة من الله وضعتا في جبلتي، لا باختياري وحيلتي، حتى انحلت عني رابطة التقليد وانكسرت على العقائد الموروثة على قرب عهد سن الصبا، إذ رأيت صبيان النصارى لا يكون لهم نشوء إلا على التنصر، وصبيان اليهود لا نشوء لهم إلا على التهود، وصبيان المسلمين لا نشوء لهم إلا على الإسلا.. فتحرك باطني إلى حقيقة الفطرة الأصلية، وحقيقة العقائد العارضة بتقليد الوالدين

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست