responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 142

والأستاذين، والتمييز بين هذه التقليدات وأوائلها تلقينات، وفي تميز الحق منها عن الباطل اختلافات) [1]

وهكذا راح يستعمل كل وسائل البحث إلى أن هداه الله إلى الحقيقة، وتحول إيمانه من إيمان المقلدين إلى إيمان المجتهدين، ومن إيمان العوام إلى إيمان الخواص، ومن الإيمان الممتلئ بالشك والتردد إلى الإيمان الممتلئ بالذوق والشهود والمعرفة.

ولو أنه حبس عقله، كما حبست عقلك لما اهتدى إلى شيء.. لأن العقل هو المرآة التي تتجلى فيها الحقائق، ومن كسرها أو قيدها، أو رماها في غياهب السجون، فلن يصل إلى شيء.

وهكذا حصل لديكارت الفيلسوف الكبير الذي اهتدى إلى الإيمان في الوقت الذي ضل فيه الكثير من الفلاسفة عنه؛ فهو أيضا حصل له ما حصل للغزالي، لكنه استطاع بفضل إعمال عقله، وعدم سجنه أن يهتدي للإيمان بالله، ولو أنه أعمله أكثر لاهتدى إلى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. وقد قال يحدث عن نفسه: (ليس بالأمر الجديد ما تبينت من أنني منذ حداثة سني قد تلقيت طائفة من الآراء الباطلة وكنت أحسبها صحيحة، وأن ما بنيته منذ ذلك الحين على مبادئ هذا حالها من الزعزعة والاضطراب، لا يمكن أن يكون إلا شيئاً مشكوكاً فيه جداً.. فحكمت حينئذ بأنه لا بد لي مرة في حياتي من الشروع الجدي في إطلاق نفسي من جميع الآراء التي تلقيتها في اعتقادي من قبل، ولا بد لي من بناء جديد من الأسس إذا كنت أريد أن أقيم في العلوم شيئاً وطيداً مستقراً)[2]

ولهذا دعت النصوص المقدسة إلى إعمال العقل، ويمكنك أن تقرأ في القرآن الكريم وحده عشرات الآيات التي تدعوك إلى استعمال عقلك.. فلا تتوهم أنها تخاطب


[1] المنقذ من الضلال (ص: 110)

[2] التأملات في الفلسفة الأولى، رينه ديكارت، ص53.

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست