جهنم فقال: (إن من العلماء من
يحب أن يخزن علمه، ولا يؤخذ عنه، فذاك في الدرك الأول من النار.. ومن العلماء من
أذا وُعظ أنف، وإذا وَعظ عنف، فذلك في الدرك الثاني من النار.. ومن العلماء من يرى
أن يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف، ولايرى له في المساكين وضعا، فذاك في الدرك
الثالث من النار.. ومن العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين، فإن
رُدَّ عليه شيء من قوله، أو قُصِّر في شيء من أمره غضب، فذلك في الدرك الرابع من
النار.. ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليغزر بها علمه، ويكثر بها
حديثه، فذاك في الدرك الخامس من النار.. ومن العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول:
سلوني، ولعلّه لا يصيب حرفا واحدا، والله لا يحب المتكلفين، فذاك في الدرك السادس
من النار.. ومن العلماء من يتخذ علمه مروّة وعقلا فذاك في الدرك السابع من النار) [1]
وعلى منهاجهم سار الأولياء
محذرين من أولئك الدجاجلة الذين لبسوا مسوح العلماء، وراحوا يفسرون الدين
بأهوائهم، وقد كان يحيى بن معاذ يقول مخاطبا لهم: (يا أصحاب العلم قصوركم قيصرية،
وبيوتكم كسروية وأثوابكم ظاهرية، وأخفافكم جالوتية، ومراكبكم قارونية، وأوانيكم
فرعونية، ومآثمكم جاهلية، ومذاهبكم شيطانية، فأين الشريعة المحمدية!)
وقيل لبعضهم: إن الفقهاء
يخالفونك، فقال: (ثكلتك أمّك، وهل رأيت فقيها بعينك! إنما الفقيه الزاهد في الدنيا
الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه، الورع الكافّ نفسه عن
أعراض المسلمين، العفيف عن أموالهم، الناصح لجماعتهم)
وعلى منهاجهم ينبغي أن يسير كل
سائر على منهاج النبوة.. فلا حرمة لكل من