وضرب المثل على ذلك بعالم من
علماء من قبلنا من الأمم، فقال﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي
آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ
الْغَاوِينَ ﴾ [الأعراف: 175]
ثم بين كيف تحول ذلك العالم إلى
كلب يلهث وراء كل بريق، فقال: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا
وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ
الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ
مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ
لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 176]
وهكذا صاح إشعيا في بني إسرائيل
قائلا:(ويل للذين يقضون أقضية الباطل، وللكتبة الذين يسجلون جورا ليصدوا الضعفاء
عن الحكم ويسلبوا حق بائسي شعبي لتكون الأرامل غنيمتهم، وينهبوا الأيتام) [إشعياء:10
/1-2]
وهكذا حذر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم العلماء من أن يختصروا وظائفهم في
إرضاء الأمراء، فقال: (من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان
افتتن)[1]
وقال: (إنه يُستعمل عليكم
أُمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع) [2]
وقال: (العلماء أمناء الرسل على
عباد اللّه عزّ وجلّ ما لم يخالطوا السلطان، فإذا فعلوا ذلك فقد خانوا الرسل
فاحذروهم واعتزلوهم) [3]