رسوله a بقوله: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ } [الحجر: 49، 50]،
فلذلك لا يصح أن تنبئ العباد عن رحمة الله، ثم تقصر في ذكر عقوباته لمن قصر في
تربية نفسه وتهذيبها.
وأدعوك ـ أيها
الرفيق العزيز ـ إلى الاهتداء بهدي رسولكa
في ذلك، فهو سيد الدعاة والهداة؛ فهكذا كان يربي أمته، ويقول لهم محذرا: (إن
المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة، ويأتي قد شتم عرض هذا،
وقذف هذا، وأكل مال هذا، فيقعد فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت
حسناته قبل أن يقضي ما عليه من الخطايا، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في
النار)[1]،
ويقول لهم:(من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل ألا
يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له
حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)[2]
وهكذا علمنا
أئمة الهدى؛ فالإمام علي يصف العالم الحقيقي؛ فيقول: (إنّما العالم الّذي لا يقنط الناس من رحمة الله،
ولا يؤمنهم من عذاب الله)[3]
أما ما ذكرت من
الدعوة لحسن الظن بالله؛ فذلك صحيح، ولكن تعلّم من نبيك a
كيف تُعلم جمهورك حسن الظن بالله، حتى لا يلغي حسن الظن بالله الأمن من عذاب الله،
وحتى لا يلغي الرجاء في رحمة الله الخوف من عقاب الله؛ ففي الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم خطب على المنبر؛ فقال: (والّذي لا إله إلّا هو ما
أعطي مؤمن قطّ خير الدّنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه باللّه ورجائه له وحسن خلقه
والكفّ عن اغتياب