المؤمنين،
والّذي لا إله إلّا هو لا يعذّب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلّا بسوء ظنّه
باللّه وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والّذي لا إله إلّا هو لا
يحسن ظنّ عبد مؤمن باللّه إلّا كان الله عند ظنّ عبده المؤمن لأنّ الله كريم بيده
الخيرات يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ ثمّ يخلف ظنّه ورجاءه،
فأحسنوا باللّه الظنّ وارغبوا إليه)[1]
فانظر كيف مزج
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في هذا الحديث بين الرجاء
والخوف، وبين الدعوة لحسن الظن بالله في نفس الوقت الذي دعا فيه إلى مراعاة حسن
الخلق والالتزام بالشريعة..
إذا فعلت هذا ـ
أيها الرفيق العزيز ـ وتخليت عن مراعاة جمهورك، ولم تكن عبدا لطلباتهم، واستننت
بسنة نبيك a وخلفائه الراشدين تكون من
الذين أخذوا بالكتاب جميعا، وإذا لم تفعل فلا يمكن أن أجد لعملك تشبيها مثل ما
ذكره القرآن الكريم عن اليهود الذي عاتبهم الله تعالى، فقال: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ
بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ
مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ﴾ [البقرة: 85]
كما عاتبهم
عندما زعموا أنهم لن يدخلوا النار إلا أياما معدودة، فقال: ﴿وَقَالُواْ لَن
تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ
اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا
لاَ تَعْلَمُون﴾ [البقرة:80]
وأنت ـ أيها
الرفيق العزيز ـ أعفيت جمهورك حتى من تلك الأيام المعدودة؛ فضمنت لهم النجاة، بل
ضمنت لهم الجنة، ولو لم يفعلوا سوى أن يمرضوا ثلاثة أيام، أو يتوضؤوا وضوءهم
للصلاة أو لغير الصلاة.