ومع أن هذه الصفات جميعا لا
تنطبق على أحد كما تنطبق على الطائفيين الممتلئين حقدا وغلا، إلا أنك رحت تقصرها
على ذلك الشاب أو تلك العجوز التي تسعى بالنميمة بين المرأة وزوجها، أو بين الأب
وابنه، أما ذلك الذي يشعل النار بين ملايين المسلمين، فهو معفو عنه عندك، لأنه
يشبه ذلك اللص الكبير الذي استطاع أن يغري لصوص الدين بأن يسموه ورعا وتقيا، وأن
يحرضوه في نفس الوقت على قطع أيدي اللصوص الصغار.
وهكذا رحت تقصر قوله تعالى ﴿وَامْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: 4] في امرأة واحدة، هي تلك المرأة التي كانت
تشعل الحطب بين رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وقومه، ثم تعفي نفسك، وكل أولئك الذين يثيرون الشحناء بين المسلمين من أن يشملهم
مفهوم الآية، ويكونوا أحد أبرز مصاديقها.
وهكذا رحت تستعرض ما تحفظه من
أحاديث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في النمامين، وأنهم شرار الخق، ومما
رويت بسندك في ذلك قوله a: (ألا أخبركم بشراركم) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (المفسدون
بين الأحبة المشَّاؤون بالنميمة الباغون للبرآء العنت)[1]
وقوله a: (من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق)[2]