وقوله: (أيّما رجل أشاع على رجل
كلمة وهو منها بريء ليشينه بها في الدّنيا كان حقّا على اللّه عزّ وجلّ أن يذيبه
بها يوم القيامة في النار)[1]
وقوله بعد أن مرّ على قبرين: (إنّهما ليعذّبان، وما يعذّبان في كبير. ثمّ قال: (بلى، أمّا أحدهما فكان يسعى بالنّميمة. وأمّا الآخر فكان لا يستتر من
بوله)[2]
وقوله: (تجد من شرار النّاس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الّذي يأتي
هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه) [3]
وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي
لا تنطبق على أحد من الناس كما تنطبق على أولئك الذين لا يكتفون بنشر الكراهية بين
الفرد والفردين، وإنما ينشرونها في الأمة جميعا، وبين مئات الملايين من الناس..
وقد كنت للأسف أحدهم؛ فأنت لم
تسارع إلى الإصلاح بين المؤمنين، ولا ذكر ما ينشر قيم الأخوة بينهم، وإنما رحت
تقتبس من كل شاردة وواردة ما يملأهم بالكراهية والبغضاء.
ولم تكتف بكل تلك النصوص التي
تدينك، وتدين من يقوم بنفس عملك، وإنما رحت تضيف إليها كل ما في ذاكرتك من روايات
عن ذم النميمة والإفساد بين الناس.. وقد رويت لهم أن لقمان قال لابنه: (يا بنيّ، أوصيك بخلال، إن تمسّكت بهنّ لم تزل سيّدا: ابسط خلقك
للقريب والبعيد، وأمسك جهلك عن الكريم والّلئيم، واحفظ إخوانك، وصل أقاربك، وآمنهم
من قبول قول ساع، أو سماع باغ، يريد فسادك، ويروم