responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 33

الذي يشعر به كل الخلائق حتى المؤمنين منهم، فقد ذكر أنه (ينشر للعبد بكل يوم وليلة أربع وعشرون خزانة مصفوفة، فيفتح له منها خزانة فيراها مملوءة نورا من حسناته التي عملها في تلك الساعة، فيناله من الفرح والسرور والاستبشار بمشاهدة تلك الأنوار التي هي وسيلته عند الملك الجبار، ما لو وزع على أهل النار لأدهشهم ذلك الفرح عند الإحساس بألم النار، ويفتح له خزانة أخرى سوداء مظلمة، يفوح نتنها، ويغشاه ظلامها، وهي الساعة التي عصى الله فيها، فيناله من الهول والفزع ما لو قسم على أهل الجنة لتنغص عليهم نعيمها، ويفتح له خزانة أخرى فارغة ليس له فيها ما يسره ولا ما يسوؤه، وهي الساعة التي نام فيها، أو غفل، أو اشتغل بشيء من مباحات الدنيا، فيتحسر على خلوها، ويناله من غبن ذلك ما ينال القادر على الربح الكثير والملك الكبير، إذا أهمله وتساهل فيه حتى وفاته)[1]

أنا لا أريدك ـ أيها الرفيق العزيز ـ أن تعتزل الدنيا، أو تعتزل المباح، أو تقضي على كل لحظة أنس وراحة في حياتك؛ فذلك غير ممكن، وقد يضرك ذلك أكثر مما ينفعك، ولكني أذكرك بما قاله إمام المتقين، ويعسوب الدين، موصيا ابنه الإمام الحسن: (يا بني، للمؤمن ثلاث ساعات ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه ولذتها فيما يحل ويجمل، وليس للمؤمن بد من أن يكون شاخصا في ثلاث مرمة لمعاش، أو خطوة لمعاد، أو لذة في غير محرم)[2]

وإن شئت أن يكتب الله لك تلك الساعة التي تتفرغ فيها للمباح من اللذات، فانو بها القوة على الطاعة، لتجعل حياتك كلها في سبيل الله، وحينها يمكنك أن تقرأ


[1] أورده في بحار الأنوار، ج 3 ص 267 في الهامش من كتاب عدة الداعي، وأورده الغزالي في إحياء علوم الدين (4/ 395) باعتباره حديثا نبويا، لكن ذكر الحافظ العراقي أنه لا أصل له.

[2] نهج البلاغة / 545 حكمة 390..

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست