أيها الرفيق
العزيز.. لقد كنت تذكر لي، وربما لغيري أيضا، كل حين الوقائع الكثيرة التي حصلت
لك، والتي جعلتك موقنا تماما من تأثير العين، وأنه لا يجادل في إنكارها إلا مكابر.
وأنا لا أريد أن
أجادلك فيها، وكيف أجادلك، وأنت تروي لي كل حين الأحاديث الواردة بشأنها، والتي حفظتها
جميعا عن طريقك، وبسندك، ومنها (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين)[1]،
و(العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر)[2]،
و(أكثر من يموت من أمتي ـ بعد قضاء الله وقدره ـ بالعين)[3]،
و(إن العين لتولع بالرجل بإذن الله، حتى يصعد حالقا، ثم يتردى منه)[4]،
وغيرها من الأحاديث والآثار.
وأنا لا أريد أن
أجادلك في مدى صحة هذه الأحاديث، ولا من هم رواتها، ولا في اتصال سندها أو
انقطاعه، ولا في موافقتها لما في القرآن الكريم من حقائق الوجود، وسنن الكون أو
معارضتها له، ولكني أريد أن أدلك على أسباب أخرى قد تكون هي وراء ما يحصل لك كل
حين.
وهذه الأسباب
التي أريد أن أذكرها لك ليست لها علاقة بجارك الذي تتهمه بأنه أصابك بالعين، ولا
علاقة لها بالرقاة الذين تحضرهم كل حين لتسلمهم ما لديك من مال، ويسلموك ما لديهم
من خبرة في ضبط الأعين الخارجة عن القانون.