وإنما لها علاقة
بك أنت؛ فقد تكون أنت سبب ما حصل لك، لا عين غيرك التي تتهمها جزافا، ومن غير
دليل، سوى تصورك أنهم لم ينظروا إليك إلا نظرة حسد.
ولا تخف، فأنا
أيضا مسلح بنصوص مقدسة لا تقل عن النصوص التي استدللت بها في اتهام غيرك، وهي نصوص
متفق عليها، وليس هناك مخالف فيها، وهي فوق ذلك منسجمة مع حقائق الوجود، وسنن
الكون.
وتلك الأسباب ـ
مهما تفرقت أصنافها، وتباينت أنواعها ـ ترجع لكسبك وعملك وأفعالك التي خالفت فيها
شريعة ربك، وتعديت حدوده، وأنت تعلم أن التعدي على حدود الله لا يختلف عن التعدي
على قوانين الفيزياء والكيمياء والحياة؛ فكما أنك إذا لمست تيار الكهرباء تصاب
بالصعقة، وبالألم، حتى لو لم يصبك أحد بعين؛ فكذلك القرب من حدود الله، وانتهاكها
يؤدي إلى نفس الصعقة، ويكون الألم والمصيبة بقدر شدة المعصية، وعظمتها.
فلذلك بدل أن
تتهم جارك المسكين، أو ترسل إلى الرقاة ليبحثوا لك عن الجناة، ابحث في سجل أعمالك،
وانظر إلى كل سلوك سلكته، أو فعل فعلته، أو موقف وقفته، أو قول قلته، أو نظرة
أرسلتها، فلعل بلاءك كان في ذلك السلوك، أو ذلك الموقف، أو تلك النظرة.
فإن وجدت سجلك
نظيفا؛ فانظر إلى موقفك أو موقف قلبك من أولئك الذين اتهمتهم بأنهم أصابوك
بعيونهم، فلعلك أسأت الظن بهم، والظن أكذب الحديث، أو لعلك تحمل بعض الحقد عليهم،
والحقد معصية من المعاصي التي يتنزل بسببها البلاء؛ فلذلك قد يكونون هم سبب بلائك،
ولكن لا بعيونهم التي تتهمها من غير دليل، وإنما لموقفك الحاقد عليهم.
ربما قد يجعلك
هذا الحديث تتهمني أنا أيضا برد النصوص المقدسة، وتلك