أيها الرفيق
العزيز خواطر أصحابك ـ وإنما راح يؤنبها، ويقول لها: (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر
لمزجته)[1]
ولهذا كان في
إمكانك أيها الرفيق العزيز أن تدخل لذلك المطعم، وتمارس حرفة الذب عن أعراض الناس،
بدل انتهاكها، لتخرج بأجور عظيمة لا يمكنك أن تتخيل مقدار عظمتها؛ ففي الحديث عن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: (من ردّ عن عرض أخيه ردّ
الله عن وجهه النّار يوم القيامة)[2]
وفي حديث آخر
قال a: (من ذبّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقّا على الله
أن يعتقه من النّار)[3]
هذه نصيحتى إليك
ـ أيها الرفيق العزيز ـ وأنت مخير بعدها بين أن تدخل تلك المطاعم لتنشر فيها قيم
الخير والصلاح، وتذب فيها عن أعراض إخوانك، وبين أن تهجرها، وتقسم ألا تدخلها
مثلما فعلت مع تلك المطاعم التي سممت جسدك؛ فسموم الروح أخطر وأكثر فتكا وإيلاما
من سموم الجسد.
[1] أبو
داود (4875) واللفظ له، والترمذي (2502- 2503) وقال: حديث صحيح..