responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 60

هذا ما أوصلني إليه التأمل.. وإن شئت أن تعود إلى خزان ذاكرتك، فستجد فيه مواقف لك تكفّر فيها نفسك، وتضللها، وتحكم عليها بكل ما تحكم به الآن على غيرك.

نعم أنت تذكّرني كل حين أنك قمت بالكثير من المراجعات، وأنك غيرت الكثير من المواقف والآراء.. وهذا شيء جميل؛ فالمؤمن هو الذي يدور مع الحق حيث دار، ولا يتبع الهوى أن يضله عن سبيل الله.. ولكن المؤمن أيضا هو الذي يحترم المرتبة التي وصل إليها غيره؛ فلا يطالبهم بالمراجعات قبل أن يحين حينها.. هو فقط يشرح لهم وجهة نظره، ويبرهن لهم عليها، ثم يتركهم ليتأملوا، فالمطلوب أن يصلوا إلى الحق بمحض رغبتهم، لا بذلك التهديد الذي تهددهم به، والجلبة التي تحدثها أمامهم.

ثم إنك ـ أيها الرفيق العزيز ـ تعلم أن أكثر الحق الذي تتصور أنك وصلت إليه من دون الناس حق مشتبه، وقع الخلاف فيه؛ وتعلم أن مخالفيك ممن لا يزال الاشتباه مؤثرا فيهم، ومانعا لهم من اتباعه؛ فلم تطالبهم باتباع المتشابه المختلف فيه، وترك المحكم المتفق عليه، مع أن الله تعالى لم يطالبهم بذلك، بل اكتفى منهم بإدراك المحكم والإيمان به، وترك المتشابه للراسخين في العلم الذين آتاهم الله طهارة القلب، ونقاء السر، ورجاحة العقل، ما يجعلهم يهتدون إلى الحقائق، ويتأدبون معها.

ألم تسمع ـ أيها الرفيق العزيز ـ إلى ربك، وهو يحدثك عن المحكم والمتشابه، ويبين أن أكثر الناس لا يطيقون فهم المتشابه، ولهذا يكفيهم الإذعان للمحكم، والتسليم بعلم المتشابه لله تعالى؛ فقد قال: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7]

وقد سمعت بعض مخالفيك، وهو يذكر لك ذلك.. لكنك كنت تأبى عليهم،

نام کتاب : لا تفعل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست