وتخبرهم
بضلالهم، وأن ما توضحت لك أدلته ليس متشابها، وإنما هو من المحكم القطعي، مع أنك
تعلم أن أكثر الأمة على خلاف قولك.
لا أريد أن أذكر
لك هنا ما الذي قلته لهم، ولا ما قالوه لك.. ولكني أريد فقط أن أذكرك بأن التعصب
داء مقيت، وهو من الكبر الخفي الذي ينتصر فيه الإنسان لنفسه، وهو يتصور أنه ينتصر
للحق؛ فالحق أجمل وأعظم من أن ننتصر له بالباطل، وطريق الحق هو طريق السلام
والهدوء والأدب.
ألم تسمع ـ أيها
الرفيق العزيز ـ إلى ربك، وهو يعلم نبيه a
كيف يخاطب المخالفين له من المشركين وعبدة الأصنام، ويقول لهم بكل هدوء وأدب
وسلام: { قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا
تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا
بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ
أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
[سبأ: 25 - 27]