غير المسلمين،
ممن يخالفوننا في الأصول والفروع، فكيف بمن يتفقون معنا فيهما جميعا، بل يتفقون
معنا في أكثر قضايا الدين ومسائله.
لا أريد من
حديثي هذا ـ أيها الرفيق العزيز ـ أن أدعوك إلى التوبة، ولا إلى الاعتذار من أولئك
الذين ملأتهم حقدا؛ فذلك شأنك، ولكني أريد منك أن تتخلص من أنانيتك التي دفعتك إلى
ذلك؛ وتتجرد للحق وحده، لتستحق أن تهتدي إليه، وتستحق بعد ذلك أن تكون اللسان الذي
يعبر عنه، فالحق عزيز، والكل يدعيه، حتى أولئك الذين كانوا يعبدون الأصنام، تركوا
أنبياءهم، فرحا بما عندهم من الباطل، قال تعالى: { فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ
بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [غافر: 83]