responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 118

بأسماء قديمة أو جديدة لهؤلاء الذين ذكرتهم لك..

وكل الناس يتطلعون إلى تلك الصناديق بلهفة وشوق، ولكنهم سرعان ما يدركون الحقيقة ومدى التلاعب بهم.. لكنهم يأبون إلا إعادة تجربة ما جربوه، والوقوع في نفس المصايد التي وقعوا فيها.

وأنا لا ألوم من وقع في شباك هذه الصناديق ممن {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} [الحشر: 19]، فذلك هو شأنهم ودأبهم وديدنهم.. ولكني ألوم أولئك الذين تصوروا أنهم عرفوا الله، وعرفوا السبيل إليه..

لقد تعجبت كيف يقعون في تلك الشباك، وكيف ينبذون ذلك الهدي الجميل الذي ورثوه من الحكماء، بل من أحكم الحكماء ليعرضوا به دين الله، ويملأوا به الحياة بجميع جوانيها.. لكنهم بدل أن يستنوا بسنة الرسل عليهم السلام في ذلك، راحوا يستنون بسنة من يسمونهم [سياسيين]، فيدخلون معهم في تلك الصناديق، ويسقطون معهم في مستنقعاتها.

أنا لا أريد منهم، ولا منك، أن تتركوا السياسة.. فالسياسة دين.. والدين سياسة.. ومعاذ الله أن نعزل الشريعة الممتلئة بالعدل عن حكم كل جوانب الحياة.. ولا أن نعزل الصالحين عن قيادتها.. ولكن الطريق إلى ذلك مختلفة.

فليس دين الله مثل تلك البضاعة التي يعرضها المرجفون والمتلاعبون والمحتالون حتى توضع معها في محل واحد.. وإنما هي بضاعة مقدسة، لا يمكن تمريرها عبر تلك الصناديق، وإنما تُمرر إلى عقول الناس وقلوبهم {بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125] والجدال بالتي هي أحسن.

فإذا ما اقتنعت بها عقولهم، وتأثرت لها قلوبهم، تقبلتها بعد ذلك ذواتهم، وصاروا هم المطالبين بها، لا يرتضون غيرها.. وحينها يمكن أن تُطبق عليهم بقيمها

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست