responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 152

الورع

لا .. ولن يكون ذلك أبدا.. فالورع يا بني ليس عقدة.. ولا مرضا نفسيا.. ولا تشددا.. ولا كل تلك الأوصاف التي ذكرها لك من يزعم أنه أستاذك..

فأنا مع احترامي له إلا أني لا أقبل هذا الموقف منه.. فالورع علامة حياة القلب الطاهر، وسمة النفس المطمئنة، وصفة الروح الزكية.. ولولا ذلك ما قال رسول الله a، وهو سيد الطاهرين العابدين العارفين: (إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) [1]

أتدري لم قال رسول الله a هذا؟.. إن الاستغفار الكثير، ولأدنى شيء، علامة على شدة الورع والتقوى والطهارة.. فهو a كلما تطلع إلى أعماله، وقارنها بحق الله عليه شعر بالتقصير، وأن حق الله أعظم من أن يؤدى، فلذلك يسارع إلى الاستغفار، ويطلب العفو من ربه الذي لا يستطيع أن يؤدي حق عبوديته.

قارن هذه النفس الطاهرة والأدب العظيم ـ يا بني ـ بأولئك المغرورين المستكبرين الذين صرفهم النظر إلى أنفسهم وأعمالهم عن النظر إلى الحق وعظمته، ولذلك توهموا أعمالهم عظيمة، لأنهم قارنوها بأنفسهم، ولم يقارنوها بالله.

ولذلك لم يكن الورع عقدة نفسية، ولا دليلا على التشدد والتنطع، وإنما كان علامة على الأدب والطهارة والمعرفة..

فالأدب هو الذي يجعل الورع يحتاط في كل سلوك يقوم به خشية أن يكون فيه أذى أو مضرة لم يدركها.. لهذا تجده يسارع كل حين إلى طلب الصفح وإبراء الذمة خشية أن يكون قد وقع في التقصير، أو وقع منه ما لا يليق.


[1] رواه مسلم (2702) (41) ، وأبو داود (1515)

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست