responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 153

لقد فعل رسول الله a ذلك، وهو سيد الورعين، فقد روي أنه عندما كان يقوم بتسوية صفوف أصحابه يوم أحد تهيئة لهم للمعركة، وكان في يده قدح يعدل به الصفوف، فمر ببعض الصحابة، وهو خارج من الصف، فطعن رسول الله a في بطنه بالقدح، وقال: استو يا سواد، وكان اسمه سوادا، فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالعدل، فأقدني، فقال له رسول الله a، وهو في ذلك المحل ينتظر بدء المعركة: (استقد)، أي اقتص مني، فقال: يا رسول الله إنك طعنتني وليس علي قميص، فكشف رسول الله a عن بطنه، وقال: استقد، فاعتنقه سواد، وقبل بطنه، وقال: إنما أردت هذا يا رسول الله، فقال a: ما حملك على هذا يا سواد؟ فقال: يا رسول الله، حضر ما ترى، فلم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله a بخير[1].

هل رأيت يا بني آدابا أعظم من هذه الآداب؟.. وهل شاهدت في حياتك، وفي مثل هذه المواقف علاقات ممتلئة بالطيبة مثل هذه العلاقات؟

إنها لم تكن لتحصل لولا الورع .. فالورع هو الذي جعل رسول الله a في ذلك الموقف الشديد الذي يحضر فيه لأرض المعركة التي تريد أن تستأصل الإسلام والمسلمين، يترك تسوية الصفوف، ثم يكشف عن بطنه ليقتص ذلك الجندي منه.

ألا ترى يا بني أن هذا السلوك سلوك حضاري، لا يقوم به إلا أصحاب النفوس المهذبة المتحضرة الذين يلتزمون بكل ما تلزمهم به الآداب، ثم يعتذرون بكل حياء عن أي تقصير يكون قد وقع منهم؟

ولذلك كان رسول الله a مثال الأدب الرفيع، لأنه كان سيد الورعين، وكان


[1] معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني: 3133.

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست