يحاول هذا الكتاب توضيح الكثير من الحقائق والقيم
التي قد يقع الخطأ فيها، بسبب عدم اعتماد الرؤية الكونية التوحيدية التي يدل عليها
العقل، كما تدل عليها النصوص المقدسة.
وهو يناقش تلك
المغالطات التي تقع فيها أمثال تلك العقول، بطريقة تجمع بين الخطاب العقلي
والتأثير العاطفي.. فالكتاب عبارة عن وصايا من أب لابنه، ولا يمكن للأب أن يبلغ
وصاياه من دون أن يمزج بين العقل والعاطفة.. فالعاطفة تيسر للعقل استقبال الأفكار،
حتى لا يقابلها بالجدل.
وذلك لا يعني ما
يُمارس في التأثير الخطابي من الاكتفاء بالتأثير العاطفي المجرد، فمعاذ الله أن
تُبلغ الحقائق بعيدة عن أدلتها.. ولكن المراد من ذلك إبعادها عن الجدل الذي يبحث
على الانتصار، لا على الوصول إلى الحقيقة.
وهو يعتمد نفس
منهج لقمان عليه السلام في موعظته لابنه، والتي وردت في القرآن الكريم.. وورد فيها
الكثير من الحقائق التي تم عرضها بطريقة ممتلئة بالحكمة.
ولذلك فإن هذا
الكتاب يحاول إحياء سنة لقمان في الموعظة، حتى ينتهجه الآباء في تربيتهم لأبنائهم،
والأساتذة في توجيهاتهم لتلاميذهم وطلبتهم، ذلك أن المناهج الخاطئة في تبليغ الحقائق قد تكون سببا للنفور منها.