بالسعادة، لتستمر حياتهم هناك بمثل ما كانت عليه في
الدنيا من السلام والطمأنينة، بخلاف غيرهم من الذين قصروا نظرتهم على الحياة
الدنيا، واكتفوا بها، قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ
إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ
بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى
أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10)
فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي
أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ
رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} [الانشقاق: 6 – 15]
وقد أخبر الله
تعالى أن أولئك الأقارب والأصدقاء الذين كانت تجمعهم علاقات المودة في الدنيا،
ستنهار جميعا، بل يفر بعضهم من بعض، قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33)
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35)
وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ
يُغْنِيهِ} [عبس: 33 - 37]
فإن شئت أن
نلتقي هناك يا بني في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فعاهدني على أن تلتزم طاعة ربك،
وتبتعد عن كل ما يبعدك عنه.. فإن في ذلك سعادتك وسعادتي في الدنيا، وفي الآخرة.